تسجيل الدخول

رد الأمانات وإعلان شعار الإسلام

جلس رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في المسجد بعد أن أعلن العفو العام، فقام إليه عليٌ رضي الله عنه، ومفتاحُ الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا (أي لبني هاشم) الحجابةَ مع السقاية، صلى الله عليك، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أين عثمانُ بن طلحة؟" فدُعِيَ له، فقال له: "هاكَ مفتاحك يا عثمان، اليومَ يومُ برٍ ووفاء". ورُوي أنه قال له حين دفع المفتاح إليه: "خذوها يا بني شيبة خالدة مخلدة، لا ينزِعها منكم إلا ظالم". وقال أيضا: "يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف".
وحانت الصلاة، فأمر رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بلالًا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتَّاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوسٌ بفناء الكعبة، فقال عتاب: لقد أكرم الله أُسَيدًا أن لا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حقٌ لاتبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئا، لو تكلمت لأخبرتْ عني هذه الحصى، فخرج عليهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال لهم: "لقد علمت الذي قلتم"، ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث، وعتاب: نشهدُ أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول: أخبرك.
ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذٍ دار أم هانئٍ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكان ضحىً، فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاةُ الفتح، وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ"، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبي صَلَّى الله عليه وسلم أن يعفو عنهما، فقال: "لها ذلك".
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال