تسجيل الدخول

الجيش الإسلامي يتحرك نحو بدر

استعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا؛ للخروج للاستيلاء على عير قريش، ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالًا بليغًا، ولا اتخذوا أهبتهم كاملة، فلم يكن معهم إلا فرسان؛ فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيرًا يركب الرجلان والثلاثة على بعير واحد بالتناوب، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وعلي ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يتعقبون بعيرًا واحدًا.
واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم، فلما كان بالروحاء رد أبا لبابة بن عبد المنذر، واستعمله على المدينة.
ودفع لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير القرشي العبدري، وكان هذا اللواء أبيض، وقسم جيشه إلى كتيبتين:
1 ـ كتيبة المهاجرين، وأعطى علمها علي بن أبي طالب.
2 ـ كتيبة الأنصار، وأعطى علمها سعد بن معاذ.
وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو ــ وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش ــ وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، وظلت القيادة العامة في يده صَلَّى الله عليه وسلم كقائد أعلى للجيش.
سار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في هذا الجيش غير المتأهب، فخرج من نقب المدينة، ومضى على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مكة، حتى بلغ بئر الروحاء، ولما ارتحل منها، ترك طريق مكة على يساره، وانحرف ذات اليمين على النازية يريد بدرًا، فسار في ناحية منه، حتى جذع واديًا ــ أي: مشاه بالعرض ــ يقال له رحقان، بين النازية وبين مضيق الصفراء، ثم مر على المضيق، ثم انصب منه حتى قرب من الصفراء، وهنالك بعث بسيس بن عمرو الجهني وعدي بن أبي الزغباء الجهني إلى بدر؛ يتجسسان له أخبار العير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال